تفجر الحزن بألوان شتى
حل المساء
استقبلت الحزن
بثياب الفرح
وحلقت في رحابة
الشفق الكئيب
رسمت علامة نصر وهمية
ثم صافحت غيمة شاردة
ضلت الطريق
.......................
هناك عند العتبات
الصماء
كبر النزيف
وتوارت الحقيقة
خلف أنفاس الراحلين
أدركت أن الحقيقة
صمت في عيون الصغار
ووشم وجع على جبين
الحالمين...
لن أحدثكم عن سمائي الأخيرة
حين أدخل باب القيامة
إني تأولت مائي صغيرا
ولما كبرت عرفت بأني شبيه بشط تفاصيلُه
يرسم البحر لوْحاتها
ذاك ما كنت أجهله
ليس عندي امتداد ينافس حجم المعابر
أزمعت آتي صباحا
لكي أضرم الماء في القبّرات التي
رغبتْ في مكاشفتي
أنا مبتدأ الطقس
بل أنا أيضا له المنتهى
أستعير الجداول...
بكثافة;
يتجلى وجهك الغائب
في كأس الشاي.
****
رغم غزارة السنين ;
دميتك لم يشب رأسها
يا بنيتي الراحلة.
****
صراخ زيزان المقبرة;
كما لو أنها تدعو الأموات
إلى دار الأوبرا.
****
بعد انطفاء المصباح;
النجوم تنزلق على شباك
البيت.
****
يا لحرارة الشمس!
سحلية تبحث عن بيت
مناسب للكراء.
****
وقت العشاء ...
هاتي نور وجهكِ لعتمتي
وجيدكِ لكفّيْ
لأحمل خيالاً من كأس الظفر الكبير
وطيفاً من كوثر الفردوس الأعلى
وأهتف بالنصر الإلهي البهيِّ
أرنِ لي
لأُبصر في عينيكِ آيتان للخلد
من بديع الخالق المصور
وباسمهِ اللهم
سأُصلّي لكِ على النبي
مخافة نظرٍ ودود
وأقرئكِ سجعاً مُريدا
وأسرد همس التعاويذ
وأستعيد تلاوة...
الى مهاد
اخصائية المزاج
الفتاة التي في مللها ، تُسرح ضفائر الطُرقات
لنتنزه نحن القادمين ، من انقاض الوجوه التي قصفتها طائرات الوقت
الفتاة التي حين تجلس
تكتسب المقاعد كل ما يُمكّنها لتصبح ذاكرة دفء
الفتاة التي
حين قالت " انت لطيف على طريقتك "
انثت في فمي كلمات خشنة
مصانع للنبيذ المعتق ، ضربت...
ويسألني:
ما بك واقف هنا
يا صاحبي؟
فأجيب:
أبحث عن أطلالي
وما تركت فيها من الذكريات...
أبحث عن ضفيرة
كنت أتسلقها
كي أقبِّلَ ثغر الأبدية...
أنادي جنونا
كنت أعتليه
كي أدافع عن نوق القبيلة
وكنت دائما في ما أحكي
أنتصر...
فلماذا تهزمني الآن
بعد هذه السنين الطوال
هبة حنين عابرة....؟؟
لماذا يا صاحبي...
آن الأوان لأسحب كتاباً
مركوناً على الرف
أفتح صفحته الأولى
لأكتب لك إهداءً بلهجة قاتل
نادم:
إلى وطني الصغير كنهاية
حياة امرأة
لا بد لي أن أغادر
وقد علمت
أن الكلاب لن تسكت فجرا
وحده الإنسان يصمت
إزاء خسارة عتمته الوحيدة "
أجدك تتلمسين الغلاف،
تعتقدين أنه إهداء وطني
و تعيدين الكتاب
إلى الرف !
♤...
مشهد أول
في غرف القلب المغلقة
تدور دهشتان
عينان تبرقان
تشعان كالحلم البهي
وفي غفلة تفتشان
عن جنوني الخفي
تعربدان
تسرقان النبض السخي
ثم في عمق الروح
تنغرسان
تستنبطان العمر الخلي
وفي الأعلى
يدق ناقوس المخاوف
عقلي ال حاكمني بأمره
يفرض طاعته عليّ
فأنّىَ من قيدي أفر !؟
* * *
مشهد ثان
تغربت عنك...
شجرة
من هذيان فأس
حمى الجوع التي اصابت المدافئ الباردة
لتطهو اطراف اشجار لم تنمو
سوى في انعكاسات الماء / على الماء
ربيعا كنتِ
اوراقي التي تساقطت كم حاولت في حضورك
أن تدعي
أنها كانت تمزح
راقبتني اخضر فيكِ من البعيد
بينما على الارض
يُكنس النصف اليتيم مني بأيدي الحظ
ويُرمى في سلال الفراغ
لازال...
ليس من البديهي
أن يستيقظ الصباح من عند بائعة الشاي ، قد يستيقظ مشتعلاً
علي جسد جارتنا العجوز ..
لا يجرى الدم فى عروقي إلا بعد طهي جسدي على النار ، حين تصرخ روحي المُتكئة :
أوقد لي موقداً ..
فأوقد لها بُركاناً من التذمُر ..
تقول والدة التي إلتحفت قلبي ..
أنها لن تزوج إبنتها لرجل يمشي علي رجليهِ...