شعر

قلت: لا تعيدي لي الورود هدية الفقراء يا حبيبتي وردتان مقطوفتان من حديقة الفؤاد.. ملفوفتان بالأمل.. بلهجة الوعود.. قالت: اترك بلاهة الذكور.. يا كذاب وشخشخ صرة النقود فرميتُ الوردتين قائلاً: هكذا يكون الحب يا حبيبتي.. منطق بلا حدود.. وقبلتها على الخدود
أفتح عينيي؛ أحاول النهوض، بيدي الضعيفتين أرفع أكبر صخرة؛ كان أبي قد اختارها لي، وركنها على عجل فوق قبري! أزيحها بهدوء حتى لا أزعج الجيران .. أنفض بعض التراب العالق؛ أتنفس بعمق نسمة ندية غدت تصير أكثر جفافا”؛ وأنطلق للرقص على حواف القبر وفي طرقات الحياة. أشعر بالإرهاق وأطبق أجفاني؛ يتردد صدى...
كنت أستمعُ إلى مقطوعةٍ موسيقية وأنا أقودُ السيارة وسط غابة. شعرتُ كما لو أنني أتقدّم داخل وحشٍ معدني يلتهم لحم مسافة طُردت من خضرتها ودخلت في شحوب ضباب امتصها وحولها إلى أشباح سوداء. كان عنوان المقطوعة ”أختار نفسي“، لليستر يونغ وهاري إديسون. تساءلت: ما الذي يعنيه هذا العنوان؟ ثم عند منعطف واد...
في البدء كنّا غصنينِ وحيدين نرتجفُ في فصلِ الشتاء التقينا على شفا حفرة من السَّأم هذا الليلُ يجمعُ جسدَينا تحتَ جناحِ صمتِه يمزجُ رائحتَنا كزجاجةِ عطرٍ باهظة القُبلةُ نبيذُ الوجود و سَكرةُ اللقاءِ الأول امتزاجٌ لارتعاشةِ النفَسِ المتقطِّع يسحقُنا هذا الحبُّ الوديع تحت سيوفِه الطَّريّة اسقِني...
سيمضي الزّمن.. مثلما مضت منه أعوام وسنون.. وستبقى دائما هناك.. كما أنت.. كما كنت.. وسنلتقي يوما ما.. في مكان ما.. ما بين نهاية صيف.. وبداية خريف.. في الشّهر الثّامن.. أو الشّهر التّاسع.. شهرا ميلادك ورحيلك.. في يوم كمثل ذلك اليوم الحزين.. كان ذاك اليوم عند العرب.. قديما جدّا.. يسمّى عَروبة.. ثم...
على قهقهة الساعات اقيم عزائي .. وادغدغ أعناق جراحاتي المشردة بصراخِ التشفي ... داخل اشواط اللعبة أحمل مظلتي وكومة من دخان نأت هيبتي بمواسم القحط اتساءل عن حماقتي كلما تهاوت المسافات بجيبي وسمعت صراخ المزامير لست إلا متشردا في صمتي المتمرد بلا عذرية ينام وجعي اطارد قصيدتي خلسة واترك الدمع بدكانِ...
كيف أحصد ريح الماء..؟ أنا الماشي على حدّ السكين..! المجبول من رماد ريش العنقاء..! الهابط من سماء الفيروز الأقصى..! الماثل في أوراد الصوفية..! النازل من عنب شجر الأوجاع..! الناسخ عزفي من ناي الأموات ..! وعباءات الصمت..! الناعب في أشتات الأرغول..! السابح في أمواه الثلج..! الطالع من سموات...
آه يا حبيبتي التي تفوح في صدري كما يفوح الياسمين الدمشقي في حارةٍ من حارات الصالحية وتطير في أرجاء روحي مثل سرب حمام أبيض داخل زنبقة آه يا غاليتي التي تسكن منذ آلاف السنين أصابعي وتأكل من عروقي.. وأعصابي.. وكبريائي الشعري وتغفو في جميع كريات دمي البيضاء والحمراء لو تعلمين كم أحتاج لكِ، وكم أشعر...
في مدار تقود إليه الكواكب أقعى السديم وشكّل وجهته نحو مقبرة الشبُهاتِ أُقِرُّ بأني اختصرْتُ جنوني فألفيت رمانة تتميز نارا إلى أن أضفتُ إليها قميصا بلون الشهور الرتيبة (قد طاف بي حجر مبهمٌ لامستْه يدي فانطفى مثل ديكٍ حرون) رأيت المساء الذي دنت الطير منه يقيس السماء بسنبلة سحبتْ من ضفائرها وهجا...
في الشوارع الخاوية تعربد الريح ساخرة .. وتنقل في زوايا الخواء انات لا يسمعها احد لروما وهي تصنع ما تيسر من توابيت لأبنائها حشرجة تشبه صوت الصدى في المدرجات الاثرية العتيقة وبرج ايفل يغفو على اطلال باريس التي لا تنام خاوية شوارع الاندلس ومدريد لم تعد تنام يقول شاعر حزين في الساحات يترنح جنود جوعى...
لَهَا ‏دَائِمًا .. فِي البَالِ امْرَأَةٌ تأخذُ بيَدي تُعلِّمُني الكِتَابَةَ يَحلُو لها أن تَكُونَ غَيمَةً تُمطِرُ عَلَى أَورَاقِي فِيمَا النِّسَاءُ الأُخرَياتُ تَمَاثِيلُ مِن دُخانْ...
تلك السمراء كانت تلون افراحها بقوس قزح تسابق نور العين تولد مع نسائم الصباح وتغني مع الطيور عند الغسق ثغرها باسم يراقص البحر والجبل تتألق فرحاً تحلق فوق الأشواك لكنها الآن تخفي سفورها وتنأى عن أحلامها خلف الأنين ترسل ترانيمها عبر موجات بعيدة يلمع في نهاراتها خليط من الزهد والنضارة الحلم...
كتبت لي في الصباح لقد استيقظت مُبكراً اليوم حلمت بك تقود سيارة قديمة وتُدخن بافراط كعادتك لكنك فعلت شيئاً سيئاً كُنت تدعس الفراشات في الطريق بينما انا على جوارك ابكي اعتذرت لها حتى أنني تبرعت بعشرة قصائد مستعملة لحفنة فراشات سوداء ونتنة كتبت لي انها خرجت من درس الموسيقى وأنها تُفكر في شراء بطاطا...
الذي يدفن في جوف الأشياء الذي يخرج ويتبدد الذي ينبت في كل محطة توقف الذي ينحرف في كل سؤال الذي لا كلمة تلجمه الذي يزدرد كل ملجأ الذي يزعج المرايا الذي ليس له مصطلح ولا اسم. --ا-------------------- ت: الكبير امجيديل
غضبتْ فصارتْ عسجداً متوهِّجا وتطايَرتْ شرراً بحسنٍ أُججا غضبتْ كريحٍ صرصرٍ في حمأةٍ وسفتْ رمالَ البيد حين تعجَّجا قلبٌ به غضبٌ يُمزِّق حسَّها حتى تكون كبارحٍ لايُرتجى فتأوهت من غضبةٍ وكأنها فرسٌ بسوحِ الحرب لما أُسرِجا أو مثل صقرٍ في سماءٍ صائلاً ينقضُّ كي يُشفي الغليلَ الهائجا فرأيتُها...
أعلى